دول الخليج تخطو نحو تخفيف ازمة الكهرباء الأقليمية وتوفير الطاقة
اتخذت دول خليجية خطوة صوب تخفيف أزمة اقليمية في الكهرباء وتوفير الطاقة المطلوبة بشدة في مجتمعاتها الغنية من خلال الربط بين شبكاتها.
ويمكن أن يبدأ تدفق امدادات الكهرباء عبر الحدود بين المملكة العربية السعودية والكويت وقطر والبحرين بنهاية يوليو تموز. وكانت الدول الاربع وقعت الاسبوع الماضي اتفاقا لتجارة الكهرباء وبدأت اختبار الربط بين شبكاتها منذ شهور. وسيتم ربط سلطنة عمان ودولة الامارات العربية المتحدة بالشبكة في وقت لاحق.
وستكون التجارة عبر الحدود من خلال مشروع الربط الذي تبلغ تكلفته 1.4 مليار دولار محدودة في البداية اذ أن قطر هي الدولة الوحيدة الان التي تمتلك فائضا من الطاقة الكهربية يمكنها بيعه.
وتشيع أنماط استهلاك متشابهة في دول الخليج اذ يصل الطلب الى ذروته في فصل الصيف مع الاقبال الشديد على استخدام أجهزة التكييف لمواجهة الارتفاع الكبير في درجات الحرارة.
وتواجه المملكة انقطاعا مكلفا في الكهرباء يصل الى خمس ساعات يوميا في المنطقة الصناعية بمدينة جدة المركز التجاري بالمملكة. وقال البراك ان السعودية تعتزم ربط شبكاتها الجنوبية والغربية العام المقبل الامر الذي يعتقد انه سيحسن الامور.
وحتى في قطر فامدادات الكهرباء محدودة. فقد أبلغت قطر أكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال في العالم الكويت الاسبوع الماضي بأنه ليس لديها فائض لبيعه هذا العام رغم أن مصادر صناعية قالت ان اتفاقا محتملا بين البلدين تعثر بسبب السعر. وكان هذا سيكون أول اتفاق بشأن الشبكة الجديدة.
وتعاني كل دول الخليج باستثناء قطر من نقص في الغاز وهو الوقود المفضل لتوليد الكهرباء رغم أن المنطقة تقبع فوق بعض من أكبر احتياطيات الغاز بالعالم.
وتلجأ دول الخليج الى استخدام منتجات بترولية لتشغيل بعض محطات الكهرباء وتبحث استيراد الغاز وبناء محطات تعمل بالفحم أو محطات للطاقة النووية كوسائل للوفاء باحتياجاتها من الكهرباء في المستقبل.
وستتردد الحكومات في البيع لجيرانها بالاسعار المحلية اذ ان ذلك سيعني دعم اقتصاد اخر. لكن الاتفاق على سعر سيكون أمرا صعبا مع عدم وجود سوق قريبة للطاقة الكهربية يمكن الاسترشاد بها.
واحتمال تجارة الكهرباء عبر الحدود أكثر قبولا على ما يبدو من بيع الغاز بالنسبة للسعودية القوة المهيمنة في الخليج. ونجا مشروع الربط الكهربي من تأثيرات النزاعات الحدودية والتوترات السياسية التي عرقلت مشروعات لمد أنابيب للغاز.
وأعاقت اعتراضات سعودية خطة قطرية لمد خط انابيب الى الكويت. كما اعترضت الرياض على مشروع يجري العمل به حاليا لمد الغاز القطري للامارات.